كل أزمة تمر على اي بلد او اي شخص من الاشخاص، الا وتترك عليه آثارا جانبية كثيرة سواء كانت آثار سلبية او اثار ايجابية، السلبية لا بد منها ولا مفر منها نعم، لكن عليه كذلك ان لا ينسى ذلك الأثر الايجابي التي تتركه هذه الزمة التي مر بها، لأن الانسان يتعلم من أخطائه كما يقولون لكن التعلم من الأزمات والمحن هو الذي يوقف الانسان على رجليه ويعطيه قوة كبيرة تكون حافزا ايجابيا لاكمال حياته وفق منظور ايجابي، يجعله لا يستبعد اعادة الأزمة التي مرت عليه وتركت فيها جانبا ايجابيا كان يراه سلبيا ومظلما في الأفق.
أهمية النظر الى النصف الممتلئة من الكأس:
*هناك من يتذمر لأن للورد شوكا، وهناك من يتفائل لأن فوق الشوك وردة*
هذه مقولة من اقوال الروائي والكاتب جبران خليل جبران, وهي تنطبق اساسا على ايامنا هذه التي سميت بزمن الكورونا, حيث ان المتأمل للاهوال التي صاحبت ظهور هذا الوباء العالمي الذي زعزع عرش الصحة العالمية, يرى بأن هذه الجائحة قد خلفت اضرارا جسيمة بكل المجالات ونواحي الحياة اجتماعيا اقتصاديا ثقافيا رياضيا, وهذا لا يختلف عليه اثنان, حيث ان الاضرار اصبحت واقعا معاشا لمختلف شرائح المجتمع,لكن وبالرغم من هذا فاننا نجد ان له آثارا ايجابية خاصة على تصرفات الافراد داخل بيئتهم المحيطة بهم, حيث اندثرت بعض التصرفات العشوائية التي كانت تسيطر على حياتنا اليومية واصبحت عادات واعراف بيننا, فمثلا نجد ان هناك بعض الناس اصبحوا يحترموا مختلف الطوابير, ويقف لينتظر دوره, رأينا كذلك شباب في مقتبل العمر يقومون بتنظيف الاحياء وتعقيمها تعقيما شاملا دون انتظار السلطات المخولة لذلك, وهذا ان دل على شيء انما يدل على ازدياد روح الانتماء والرغبة في ان يكون للفرد دور ايجابي خلافا لما كان سائدا من قبل حيث كانت الشكوى والتذمر تسيطر على عقول الناس, بالاضافة الى الكثير من السلوكات الايجابية التي تفرح الشخص نفسه بانه يلعب دور ايجابي داخل بيئته ومجتمه.تصرفات شاذة من قبل لا يقاس عليها :
كل هذا يوحي بأن التصرفات التي كانت سائدة من قبل ليست هي الاساس بل هي تصرفقات دخيلة على مجتمعنا الذي ورغم كل شيء يجب علينا بان نعترف بأن الجميع كان يتصرف بانفراد وانعزال عن الاخر الى ان اتى هذا الوباء فأحرج فينا ما كنا نحلم به, ليصبح واقعا معاشا كنا من قبل نأمله.
تحية للشخص الايجابي
ردحذف