وبعد:
شـــــــــــــكرا كورونا...
قد يبدو العنوان من الوهلة الأولى أنه عنوان استفزازي نظرا للكم الهائل من التبعات السلبية المصاحبة لهذا الفيروس القاتل.
لكن هذه الجملة قالتها أمي لأبنائها خاصة الذكور منهم ونحن على مائدة الإفطار نتناول افطارنا في منتهى البطء والسكينة, حيث تعودت أمي وأمهات معظم الشباب ان افطارالأبناء في شهر رمضان يكون بسرعة البرق دون أن يستلذ الشخص لذة الفطور والدردشة مع العائلة على مائدة الافطار, فتجدهم يتسابقون الى المقاهي للظفر بكرسي هناك هو في الأصل موجود في شتى ارجاء المنزل, ليتركوا بيوتهم في قمة الحزن فارغة, والأم والزوجة من هناك متعجبتان على هذا الجيل الذي ألف السرعة في كل شيء حتى في شهر الرحمة والفضل.
عادات وأعراف تشكر كورونا:
كانت بعض العادات السلبية التي ورثناها جيلا بعد جيل، كانت سلبية الى حد بعيد ورغم ذلك نقوم بها في شهر رمضان المعظم، الى ان جاء هذا العام وجاء معه شهر رمضان في زمن الكورونا(كوفيد-19) الذي قضى على بعض العادات واصبحت من الماضي ونتمنى ان لا نعود اليها مجددا بذهاب هذا المرض القاتل، حيث نرى ان كورنا ورمضان ساهموا كثيرا في اختفاء بعض المظاهر السلبية التي ما فتئ الفرد يقوم بها وهو مقتنع أشد الاقتناع، بل واصبحت من المسلمات لديه.
كل هذه التصرفات و الممارسات قضى عليها هذا الفيروس الذي ربما لا يؤثر على الجهاز التنفسي فحسب, بل يؤثر كذلك على تصرفات وعادات وتقاليد كانت من المسلمات والبديهات من قبل ظهور الفتاك الصامت, فأصبحنا نعرف تفاصيل طاولة الإفطار بالتفصيل الممل, بل نعرف حتى ان هناك أهل معنا يشاركوننا في الأفطار والأكل على نفس المائدة لم نعهدهم من قبل نظرا للسرعة الفائقة التي كانت تتم فيها العملية من قبل، وكذلك لمت كورونا شمل العائلة بحيث نرى اجتماعات عائلية ليلية وتبادل للحديث بين الاخوة وبين الأهل في جلسات رمضانية قل ما نجدها بين العائلة الواحدة التي كانت هاته الجلسات في الخارج لدى الشباب مع بعضهم البعض، اما في داخل البيت الواحد فكانت قليلة جدا وتكاد تنعدم أحيانا الى ان جاء فيروس كورونا المستجد، الذي لم شملنا بالقوة ان صح التعبير، بفضل اجراءات الحجر الصحي المنزلي الشامل والجزئي كل حسب منطقته.
تعليقات
إرسال تعليق